تفسير رؤية الجنة في المنام

 تفسير رؤية الجنة في المنام

 تفسير رؤية الجنة في المنام لابن سيرين

قال ابن سيرين عن الجنة في المنام إن رأى الإنسان  أنه دخل الجنة، فهو يدخلها إن شاء الله تعالى، وذلك بشارة له بها، لما قدم لنفسه، أو يقدمه من خير.

وقال أيضا إن دخول الجنة للحاج، يدل على أنه يتم حجه، ويصل إلى الكعبة بيت الله المؤدية إلى الجنة.

فإن رأى في منامه أنه كان في الجنّة  وكان مقيماً فيها، لا يدري متى دخلها، فإنه لا يزال منعماً، مفضلا، عزيزاً، مصنوعاً له في أموره، مدفوعاً عنه المكاره، حتى يخرج منها إلى خير إن شاء الله.

وإن أعطاها غيره، انتفع بعلمه غيره وأما رياضها، وبناؤها، فهي بعينها كهيئتها.

فإن أصابها ولم يأكل منها شيئاً، أو لم يصل لمأكلها، فإنه يصيب العلم، والخير في دينه، ولا ينتفع به.

فإن رأى الإنسان في منامه أنّه أصاب من ثمار الجنة، أو أكلها، أو أعطاها لغيره، فإن ثمار الجنة  دليل على أعمال البرّ، والخير، فهو ينال من البرّ، والخير بقدر ذلك.

و أخبرنا الوليد بن أحمد الواعظ قال: أخبرنا ابن أبي حاتم، حدثنا محمد بن يحيى الواسطي، قال: حدثنا محمد بن الحسين البرجلاني، قال: حدثنا بشر بن عمر الزهراني أبو محمد، قال: حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن حسان، عن حفصة بنت راشد، قالت: كان مروان المحلمي جاراً لنا، وكان ناصباً مجتهداً، فمات، فوجدت عليه وجداً شديداً، فرأيته فيما يرى النائم، فقلت: يا أبا عبد الله! ما فعل بك ربك؟ قال: أدخلني الجنة، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم رفعت إلى أصحاب اليمين. قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم رفعت إلى المقربين. قلت: فمن رأيت من إخوانك؟ قال: رأيت ثم الحسن، وابن سيرين، وميموناً.

وقال حماد: قال هشام بن حسّان: فحدثتني أم عبد الله، وكانت من خيار نساء أهل البصرة، قالت: رأيت في منامي كأني دخلت داراً حسنة، ثمّ دخلت بستاناً، فرأيت من حسنه ما شاء الله، فإذا أنا برجل متكئ على سرير من ذهب، وحوله وصائف بأيديهم الأكاريب، قالت: فإنني متعجبةً من حسن ما رأى، إذ أتي برجل، فقيل: من هذا؟ قال: هذا مروان المحلمي أقبل، فاستوى على سريره جالساً، قالت: فاستيقظت من منامي فإذا جنازة مروان المحلمي قد مرت على تلك الساعة.

وأخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني بدمشق، قال: أخبرنا علي بن أحمد البزار، قال: سمعت إبراهيم بن السري المغلس، يقول: سمعت أبي يقول: كنت في مسجدي ذات يوم وحدي بعدما صلينا العصر، وكنت قد وضعت كوز ماء لأبرده لإفطاري في كوة المسجد، فغلب عيني النوم، فرأيت كأن جماعة من الحور العين قد دخلن المسجد، وهن يصفقن بأيديهن، فقلت لواحدة منهن: لمن أنت؟ قالت: لثابت البناني، فقلتُ للأخرى: وأنت؟ فقالت: لعبد الرحمن بن زيد، وقلت للأخرى: وأنت؟ فقالت: لعتبة، وقلتُ للأخرى: وأنت؟ فقالت: لفرقد، حتى بقيت واحدة، فقلت: لمن أنت؟ فقالت: لمن لا يبرد الماء لإفطاره، فقلت لها: فإن كنت صادقة، فاكسري الكوز والكوز هو إناء من فخار، أصغر من الإبريق، له أذن يشرب به الماء، فانقلب الكوز، ووقع من الكرة، فانتبهت من منامي بكسر الكوز.

و قال الأستاذ أبو سعد  رحمه الله  : من رأى الجنّة، ولم ير دخولها، فإنّ رؤياه بشارة له بخير عمله، أو يهم بعمله، وهذه رؤيا منصف غير ظالم.

وقيل أن  من رأى الجنة  في منامه عياناً، نال ما اشتهى، وكُشِف عنه همه، فإن رأى كأنه يريد أن يدخل الجنة فمُنِعَ من دخولها ،  فإنّه يصير محصراً عن الحج، والجهاد بعد أن يهم بهما، أو يمنع من التوبة من ذنب هو عليه مصر، يريد أن يتوب منه.

تفسير إغلاق أبواب الجنة في المنام لابن سيرين

يقول ابن سيرين إن رأى الإنسان في منامه أنّ باباً من أبواب الجنة أغلق عنه ،  فإنه يموت أحد أبويه، فإن رأى أن بابين أغلقا عنه ، مات أبواه، فإن رأى كأن جميع أبوابها تغلق عنه، ولا تفتح له، فإن أبويه ساخطان عليه، فإن رأى كأنه دخلها من أي باب شاء، فإنهما عنه راضيان، فإن رأى كأنّه دخلها، نال سروراً وأمناً في الدارين، لقوله تعالى: ﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ﴾[ الحجر: 46]

تفسير رؤية دخول الجنة في المنام لابن سيرين

فسر ابن سيرين إن رأى  الإنسان في منامه كأنّه أُدخل الجنة، فإن ذلك يدل على قرب أجله وموته.

و قيل أن ن صاحب الرؤيا يتّعظ، ويتوب من الذنوب على يد من أدخله الجنّة، إن كان يعرفه.

وقد قيل أن من رأى دخول الجنة في منامه ، فإنه ينال مراده بعد احتمال المشقة، لأن الجنة محفوفة بالمكاره.

وقيل أيضاً أن صاحب هذه الرؤيا يصاحب أقواماً كباراً كراماً، ويحسن معاشرة الناس، ويقيم فرائض الله تعالى.

فإن رأى كأنّه يقال له ادخل الجنة، فلا يدخل، دلت رؤياه على ترك الدين، لقوله تعالى: ﴿ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ ﴾[ الأعراف: 40] .

فإن رأى الإنسان أنه قيل له في المنام إنك تدخل الجنة، فإن ينال ميراثاً، لقوله تعالى: ﴿ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾[ الزخرف: 72] .

فإن رأى في المنام أنه في الفردوس نال هداية وعلماً، فإن رأى كأنّه دخل الجنة مبتسماً، فإنه يذكر الله كثيراً، فإن رأى كأنّه سل سيفاً، ودخلها، فإنه يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، وينال نعمة، وثناء، وثواباً.

فإن رأى في منامه كأنّه جالس تحت شجرة الطوبى، فإنه ينال خير الدارين، لقوله تعالى: ﴿ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾[ الرعد: 29]

 وإن رأى  في منامه كأنه في رياضها، رزق الإخلاص، وكمال الدين، فإن رأى كأنّه أكل من ثمارها، رزق علماً بقدر ما أكل، وكذلك إن رأى أنه شرب من مائها، وخمرها، ولبنها، نال حكمة، وعلماً.

فإن رأى في منامه كأنّه متكئ على فراشها، دل ذلك على عفة لامرأته، وصلاحها، فإن كان لا يدري متى دخلها، دام عزه، ونعمه في الدنيا ما عاش. فإن رأى كأنّه منع ثمار الجنة، دل على فساد دينه، لقوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ﴾[ المائدة: 72]

فإن رأى في منامه كأنّه التقط ثمار الجنة، وأطعمها غيره، فإنه يفيد غيره علماً يعمل به، وينتفع به، ولا يستعمله هو، ولا ينتفع به.

فإن رأى في منامه كأنه طرح الجنّة في النار، فإنه يبيع بستاناً، ويأكل ثمنه، فإن رأى كأنه يشرب من ماء الكوثر، نال رياسة، وظفراً على العدو، لقوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾[ الكوثر: 1] ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾[ الكوثر: 2] .

ومن رأى في الحلم كأنّه في قصر من قصورها، نال رياسة، أو تزوج بجارية جميلة، لقوله تعالى: ﴿ حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾[ الرحمن: 72] .

فإن رأى في منامه كأنه ينكح من نساء الجنّة، وعلمائها يطوفون حوله، فإنه ينال مملكة ونعماً، لقوله تعالى:  ﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا﴾[ الإنسان: 19] .

وروي عن الحجاج بن يوسف رأى في منامه كأن جاريتين من الحور العين نزلتا من السماء، فأخذ الحجاج إحداهما، ورجعت الأخرى إلى السّماء، قال: فبلغت رؤياه إلى ابن سیرین، فقال: هما فتنتان يدرك إحداهنّ ولا يدرك الأخرى، فأدرك الحجاج فتنة ابن الأشعث، ولم يدرك فتنة ابن المهلب.

تفسير رؤية خازن الجنة والملائكة في المنام لابن سيرين

يقول ابن سيرين إن رأى الإنسان في منامه رضوان خازن الجنة، فإن ذلك يدل على أنه ينال سروراً، ونعمة، وطيب عيش ما دام حياً، ويسلم من البلايا، لقوله تعالى: ﴿ وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾[ الزمر: 73] .

وإن رأى الإنسان في منامه الملائكة يدخلون عليه، ويسلمون عليه في الجنة، فإنّه يصير على أمر يصل به إلى الجنّة ، يختم له بخير،  لقوله تعالى:﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ﴾[ الرعد: 23] .

تفسير رؤية الجنة في المنام لعبد الغني النابلسي

قال عبد الغني النابلسي عن رؤية الجنة في المنام أنه من رأى بأنه دخل في الجنة، فإنه يرزق دخولها بعز وسرور وعبادة تناله.

ومن رأى في منامه أنه أكل طلح الجنة وجلس في ظلها، نال مناه. فإن شرب من لبنها أو خمرها أو مياهها، نال حكمة وعلماً ونعمة.

ومن شرب من نهر الكوثر، نال علماً وعملاً ويقيناً حسناً، واتباعاً لسنة النبي ﷺ. وإن كان كافراً أسلم، أو عاصياً تاب، أو انتقل من بدعة إلى سنة، أو من زوجة فاجرة إلى زوجة صالحة، أو من كسب حرام إلى كسب حلال. ودخول الجنة في المنام دليل على حسن المعاملة مع الله تعالى، وحسن الجزاء، وربما دل على الوراثة، وربما دل دخولها على الفوز من الشدائد.

تفسير رؤية دخول الجنة للنابلسي

 يقول النابلسي أن من رأى في منامه أنه دخل الجنة وكان من المرضى سلم من مرضه.

وربما دل دخول الجنة في المنام على المال الحلال، وعلى البر للأهل، وعلى تقوى الله تعالى، وربما دل دخول الجنة على ملك الجنان، والأنشاب الطائلة والبركة، والرزق من سببها، وربما دل دخولها على ذهاب الحزن.

فإن رأى في منامه إنه دخلها الناس كافة، دل على الرخاء والأمر والعدل والملك، وحلول البركات في الثمار والزرع وربما استشهد الداخل فإن دخلها وكان معه سيفه ولأمة حربه مات شهيداً.

وإن دخلها وكان معه كتابه كان ذلك بعلمه وعمله، وإن دخلها وكان معه مال أو ماشية، ربما دخلها بواسطة أداء الزكاة.

وإن دخلها وكان معه زوجته، دل على معاشرتها في الدنيا بالمعروف.

وإن دخلها ذاكراً أو مسبحاً فربما نالها بتهجده وتسبيحه وتقديسه.

فإن دخل من باب الريان ربما نالها بصيامه.

ورؤية الجنة في المنام دليل على الجامع ومجلس الذكر وسوق الربح، وقد تدل على الحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى العلم والعمل الصالح، وربما كانت الجنة جنة يتوقى بها من العدو، أو جنة تلبسه على قدر شواهد الرؤيا. فإن شرب من أنهار الجنة أو أكل من ثمارها أو استظل بأشجارها أو رأى شيئاً من حورها وولدانها، نال علماً وهداية ورزقاً وملكا ودراية وعمراً طويلاً، وربما مات شهيداً.

واعتبر ما شرب من أنهار الجنة في منامه، فإنه دليل على الرزق، ونهر اللبن دليل على الفطرة، ونهر الخمر دليل على السكر من حب الله تعالى، والبغض لمحارمه، ونهر العسل دليل على العلم والقرآن، والأكل من ثمار الجنّة نتائج الأعمال الصالحة والأزواج والأولاد.

وشجرة طوبى دالة لمن استظل بظلها واستند إليها على حسن المآب، وربما دلت على الانقطاع والتبتل للعبادة والنفع من الأصحاب وأرباب الجاه.

وسدرة المنتهى دالة على بلوغ القصد من كل ما هو موعود به.

وربما دلت أشجار الجنة في المنام على العلماء العاملين والأئمة المرشدين، والحور والولدان من صاحبهن، أو تبنى شيئاً منهن، فإنه يفقد كثيراً من الأولاد والنساء، يعوض عنهن في الجنة ما هو خير منهن.

ورؤية الحور والولدان للخواص الوقوف في اليقظة مع العلائق ورؤيتها للعاملين عليها، دالة على أعمالهم، أو على ما يعد نعيماً في الدنيا، كالمساكن، ورغد العيش، وأنواع الملذات. ودخول قصورها يدل على نيل المناصب العالية، وعلى لبس الثياب الفاخرة وتزويج الحرائر، وعلى الغنى وحسن العاقبة.

ورؤية رضوان عليه السلام خازن الجنة هو دليل على خازن الملك، ورسوله بالخير، ونجاز الدعاء. ومن الوعد، وقضاء الحوائج، وإجابة رأى أنه دخل الجنة ولم يأكل من ثمارها ولا شرب من أنهارها، فإنه لا ينتفع بما ناله من العلم.

ومن رأى أنه طرد من الجنة، فإنه يفتقر لقصة آدم عليه السلام.

ومن رأى في منامه أنه يطوف في الجنة، دل على بهجة رزقه، وعلو شأنه، والأمن من الخوف.

ومن كان خائفاً ورأى أنه دخل الجنة أمن، وإن كان مهموماً فرج عنه همه، وإن كان أعزب تزوج.

البحث بنفس الصلة:

رؤية أنهار الجنة في المنام

رؤية الجنة في المنام للمتزوجة

رؤية شجرة الجنة في المنام

تفسير قول كلمة الجنة في المنام

رؤية الجنة في المنام للعزباء

تفسير حلم دخول الجنة مع شخص ميت

تفسير حلم دخول الجنة مع اهلي

تفسير حلم دخول الجنة للطفل