تفسير البيع في المنام

تفسير البيع في المنام لابن سيرين

البيع يختلف في التأويل بحسب اختلاف المبيع ومن رأى كأنّه يباع أو ينادى عليه، فإنّه إن كان مشتريه رجلاً ناله هم، وإن اشترته امرأة أصاب سلطاناً أو عزاً وكرامة وكلما كان ثمنه أكثر كان أكرم وإنّما قلنا إن البيع في الرؤيا يقتضي إكرام المبيع لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام:﴿ وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [ يوسف: 21] وكل ما كان شراً للبائع، كان خيراً للمبتاع وما كان خيراَ للبائع، فهو شر للمبتاع وقيل إن البيع زوال ملك، والبائع مشتري، والمشتري بائع والبيع إثارة على المبيع، فإن باع ما يدل على الدنيا آثر الآخرة عليها، وإن باع ما يدل على الآخرة آثر الدنيا عليها وإلا استبدل حالاً بحال على قدر المبيع والثمن وبيع الحرّ ذلته وحسن عاقبته، لقصة يوسف عليه السلام.

تفسير البيع في المنام لعبدالغنی النابلسي

ومن رأى: كأن يباع وكان من العبيد، أو الفقراء، أو المأسورين، ومن يريد أن تتغير حالته، فإنه ذلك دليل خير. وأما في المياسير والمرضى واصحاب الإمامات، فإن ذلك دليل شر، والإخنلاف بين أن يعرض الإنسان للبيع، وبين أن يشترىهو أن العرض للبيع قد يعرض لجميع من أراده، أما وقوع البيع، فإنه لربما لم يكن إلا ان يعرض على البيع، والبيع في المنام فراغ عما باعه، ورغبة فيما اشتراه، فإن باع في المناع شيئاً حقيراً، واشترى شيئاً نفيساً، وكان في غزو، مات شهيداً، ولو باع شيئاً نفيساً، واشترى شيئاً حقيراً، دل على سوء الخاتمة، والعياذ بالله تعالى. وربما آثر الدنيا على الآخرة، أو الأمة على الحرة، أو المعصية على الطاعة. وربما دل البيع على ذلة الحر إذا جرى البيع في المنام، لكن تكون عاقبته حميدة قياسا على قصة يوسف عليه السلام.

رؤية البيع والشراء في المنام

تحمل في طياتها رموزًا ودلالات عميقة من منظور إسلامي، حيث يسلط العلامة ابن سيرين الضوء على مختلف جوانب هذه الرؤية وتأويلها بحسب سياق الحلم ومضمونه. إن تفسيره يوفر لنا توجيهات وتذكيرات هامة تؤثر في تصرفاتنا واختياراتنا في الحياة.

يبدأ ابن سيرين تفسيره لرؤية البيع في المنام بالإشارة إلى أن معاني التأويل تختلف وفقًا لسياق البيع والشراء، ومن هذه التفسيرات نستنتج ما يلي:

1. المبيع والمشتري: إذا رأى الشخص نفسه في حالة يتم بيعه أو يتم النداء عليه للبيع، فإن هذا قد يرتبط بالقلق والهموم إذا كان المشتري رجلاً. أما إذا كانت المشترية امرأة، فقد يرتبط بتحقيق السلطة والعزّ والكرامة. ومن الجدير بالذكر أن كلما زاد ثمن المبيع، زادت كرامة المبيع وقد تكون هذه رمزًا للإكرام والاحترام الذي يتمتع به المبيع في حياته.

2. البيع والشراء من منظور ديني: يستشهد ابن سيرين بقصة النبي يوسف عليه السلام كمثال على أهمية البيع والشراء في المنام. يُشير إلى أن البيع في الرؤيا يرتبط بالاعتبار والإكرام للمبيع، مما يُظهر أهمية الأخلاق والتصرفات الصالحة في الحياة اليومية.

3. الاتجاه نحو الآخرة أو الدنيا: يشير ابن سيرين إلى أن البيع والشراء في الرؤيا يمكن أن يُظهِر مدى التفضيل بين الآخرة والدنيا. إذا كان المبيع يدل على الدنيا، فقد يرتبط ذلك بالانغماس في الأمور المادية، وإذا كان المشتري يرمز إلى الدنيا، قد يشير إلى تفضيل الدنيا على الآخرة.

4. التبادل بين الأمور: يُشدد ابن سيرين على أن البيع يمكن أن يكون تبادلًا بين الحالات، فإذا باع شيئًا يرتبط بالدنيا، يُظهِر اهتمامه بالآخرة، والعكس صحيح أيضًا. هذا يُظهِر أهمية التوازن بين القضايا المادية والروحية في حياتنا.

الآن، دعونا نلقي نظرة على تأويل هذه الرؤية على الحالات المعينة:

• المتزوجة: إذا رأت المتزوجة نفسها تشترى أو تباع في المنام، قد تعبر هذه الرؤية عن اهتمامها بدورها كزوجة وأم واعتبار القيم والأخلاق في التعامل مع أفراد الأسرة.

• العزباء: قد ترتبط رؤية البيع والشراء بالعزباء بالتفضيل بين الزواج والحياة الاجتماعية والاستقلالية، مما يشجعها على اتخاذ القرارات بحكمة واعتبار القيم الدينية.

• الرجل: إذا رءي الرجل نفسه يشتري أو يباع، قد تعكس هذه الرؤية مدى اهتمامه بتحقيق النجاح المادي أو الروحي، وتشجعه على الاعتبار في التصرفات والقرارات.

• المطلقة: تُذكِّرها هذه الرؤية بأهمية التوازن بين حياتها الجديدة واعتبار القيم الدينية في اتخاذ القرارات.

• الحامل: إذا رءيت الحامل نفسها تباع أو تشترى، قد تعكس هذه الرؤية الاستعداد للمسؤوليات القادمة والحفاظ على التوازن بين دورها كأم واهتماماتها الشخصية.

باختصار، تفسير البيع والشراء في المنام من وجهة نظر إسلامية يعكس أهمية القيم الروحية والأخلاقية في تصرفاتنا واختياراتنا اليومية. إنها دعوة لنا للتفكير بعمق في توجيهات ديننا والاعتبار للآخرة في جميع جوانب حياتنا.

البحث بنفس الصلة: