تفسير رؤية البرق في المنام
تفسير رؤية البرق في المنام لابن سيرين
قال ابن سيرين ربما يدلّ البرق على الخـوف مـن السلطان، وعلى تهديده، ووعيـده ، وعلى سل النصال، وضرب السياط، وربما دل من السلطان على ضد ذلك، وعلى الوعد الحسن، وعلى الضحك، والشـرور، والإقبال، والطمـع مـن الرغبة، والرجاء لما يكون عنده من الصواعق، والعذاب، والحجر، ومن الرحمة، والمطر، لأنه مما وصف أهل الأخبار سوط ملك السّحاب الموكل بها، والرعد صوته عليها، مع قوله تعـالـي: ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ﴾[ سورة الرعد: 12].
وقد قيل: خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم الزارع لما يكون معه من المطر، وكل ما دلّ عليه البرق فسريع عاجل؛ لسرعة ذهابه، وقلة لبثه، فمن رأى برقاً دون الناس أو رأى أنواره تضربه، أو تخطف بصره، أو تدخل بيته، فإن كان مسافراً، أصابه عطلة ، إما بمطر، أو بأمر سلطان ، إن كـان زارعاً، قد أجـدبـت أرضـه، وعطش زرعه؛ بشر بالغيث والرحمة ، وإن كان مولاه، أو والده، أو سلطانه ساخطاً عليه ، ضحك في وجهه.
والشعراء تشبه الضحك بالبرق، والبكـاء بـالـمـطـر، لأن الضحـك عنـد العـرب إبـداء المخفيـات، وظهـور المستورات، ولذلك يسمون الطلع إذا انفتق عنه جفنه ضحكاً، وإن كان معه مطر، دل على قبيح ما، يبدو إليه مما يبكي عليه، فإما أن يكون البرق كلاماً يبكيه، أو سوطاً يدميه، ويكون المطر دمه، أو سيفاً يأخذ روحه، وإن كان مريضاً؛ برق بصره، ودمعت عيناه ، وبكى أهله، وقل لبثه، وتعجل موته سريعاً، ومن رأى أنه تناول البرق، أو أصابه، أو سحابه ؛ فإن إنساناً يحث على أمر بر، وخير . والبرق؛ يدل على خوف مع منفعة .
وقيل: البرق يدل على منفعة من مكان بعيد، ومن رأى البرق أحرق ثيابه ؛ ماتت زوجته ؛ إن كانت مريضة .
تفسير حلم "البرق" في الإسلام: رسائل روحانية وتوجيهات دينية
تعدّ الأحلام من الظواهر الروحانية التي تثير فضول الإنسان منذ القدم. فمن خلال أحلامنا، يبدو لنا أن العالم الروحي يتقاطع مع العالم المادي، وقد تكون الأحلام عبارة عن رسائل تحمل معاني خاصة للفرد. تلك الرسائل قد تكون مشفّرة وتحمل بين طياتها توجيهات وإشارات من الله تعالى.
تفسير ابن سيرين لرؤية "البرق" في المنام يجسِّد لنا طيفًا من الرموز والدلالات التي تشمل مختلف جوانب الحياة. يقدم لنا ابن سيرين في تفسيره لهذه الرؤية تفسيرات متعددة، ومنها:
-
الخوف والتهديد: قد يرتبط البرق في الحلم بالخوف من سلطة أو قوة معينة، وتهديدها بالعقوبة. إنه يذكرنا بأهمية توجه تقويتنا واعتمادنا نحو الله في مواجهة المخاوف والتحديات.
-
الوعي والعبرة: البرق يمكن أن يرتبط بالوعي والعبرة، حيث يشير إلى ضرورة التفكير في تصرفاتنا واتخاذ الحذر من الأمور السلبية.
-
السلطان والملك: قد يكون البرق إشارة إلى السلطان والحكم، سواء كان ذلك من منظور إيجابي أو سلبي. إذا رأى الإنسان برقًا، فقد يشير ذلك إلى السلطة والوعد الحسن، أو ربما إلى تهديد السلطان وضرورة التحلي بالحذر.
-
الرحمة والنجاح: قد يدل البرق على الرحمة والنجاح، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمور البعيدة والمنفعة القادمة من مكان بعيد.
-
الضحك والبكاء: يمكن أن يرتبط البرق بالضحك والبكاء، حيث يمكن أن يكون الضحك عبارة عن إظهار السرور الظاهري، والبكاء عندما يتعلق الأمر بأمور مؤلمة وجلية.
تأويل الرؤية على الحالات المختلفة:
-
المتزوجة: إذا رأت المتزوجة البرق في حلمها، فقد تكون الرؤية تذكيرًا لها بأهمية الاعتماد على الله والثقة بقوته في مواجهة التحديات والمخاوف.
-
العزباء: للعزباء، قد ترتبط الرؤية بضرورة التوجه نحو الحذر والتفكير العميق قبل اتخاذ القرارات.
-
الرجل: يمكن أن يكون البرق رمزًا للقوة والقدرة على مواجهة الصعاب بثقة واعتماد على الله.
-
المطلقة: قد تدل الرؤية على ضرورة التوجه نحو تحقيق القوة الداخلية والاستعداد للتحديات.
-
الحامل: إذا رأت الحامل البرق، فقد تكون الرؤية تذكيرًا لها بأهمية الاستعداد لمرحلة جديدة في حياتها وتحمل المسؤوليات بثقة واعتماد على الله.
في الختام، يُظهِر تفسير ابن سيرين لرؤية "البرق" في المنام تعدد الدلالات والمفاهيم التي يمكن استخلاصها من الأحلام. إنها تذكير لنا بأهمية الاعتماد على الله في كل جوانب حياتنا، والتوجه نحو الصلاح والتقوى في كل تصرفاتنا وقراراتنا.
تفسير رؤية البرق في المنام لعبد الغني النابلسي
قال عبد الغني النابلسي إن البرق رؤيته في المنام بمفرده تدل على الهدى بعد الضلالة. وربما دل ذلك على انهيار النظر وتبديده. وإن كان الرائي مريضاً خيف عليه الموت.
وربما دلت رؤية البرق في المنام على كشف الأسرار، وتنسم الأخبار وربما دلت رؤيته على البشارة بقدوم غائب، أو تـجـديـد الـرزق، أو إغاثة الملهوف.
وربما دلت رؤيـة البـرق على تقلـب الأحـوال مـن شـدة إلـى خـلاص ومـن خلاص إلى شدة، وربما دلت رؤيته على بريق السيوف، وأسنة الرماح ، ومن رأى البرق وكانت رؤياه في تشرين الأول، دل على الأراجيف، ونتاج الحبوب، وإن كانت في تشرين الثاني، دل على الخصب والندى والخير الكثير، أو في كانون الأول ربما يخشى على الغلة من النقص، وإن كان في كانون الثاني يخشى على الزرع عند نهايته. فإن كان في شباط ، ربما دل على الصلاح في الزرع . وإن كان ذلك في آذار، دل على نقص الغلة كلها. وإن كان في نيسان، فإنه صالح سعيد ويجود فيه الغلال، وينقص فيه الشعير، وإذا كان في أيار، فإنه رديء لبعض الفاكهة، وإن كان في حزيران ، فهو علامة الندى النافع. وإذا كان في تموز فلا خير فيه ولا شر، وإذا كان في أيلول، فهو علامة خصـب وخيـر، وكذلك في آب، ومن رأى البـرق ولا مطر معه وكان له وعد فإنه لا يناله.
البحث بنفس الصلة: