تفسير رؤية الدور في المنام
تفسير رؤية الدور في المنام لابن سيرين
قال ابن سيرين إن الدور في المنام دالة على أربابها، فما نزل بها من هدم، أو ضيق، أو سعة، أو خير، أو شر عاد ذلك على أهلها، وأربابها، وسكانها.
والحيطان في المنام تدل على الرجال والسقوف على الننساء، لأن الرجال قوامون على النساء، لكونها من فوقها، ودفعها للأسواء عنها، فهي كالقوام، فما تأكدت دلالته، رجع إليه، وعمل عليه.
وتدل دار الرجل على جسمه، وتقسيمه، وذاته، لأنه يعرف بها، وتعرف به، فهي مجده، وذكره، واسمه، وسترة أهله.
وربما دلت على ماله الذي به قوامه، وربما دلت على ثوبه، لدخوله فيه، فإذا كانت جسمه، كان بابها وجهه، وإذا كانت زوجته، كان بابها فرجه، وإذا كانت دنياه وماله، كان بابها الذي يتسبب فيه ومعيشته، وإذا كانت ثوبه، كان بابها طوقه.
وقد يدل الباب إذا انفرد على رب الدار، وقد يدل عليه منه الفرد الذي يفتح، ويغلق، والفرد الآخر على زوجته التي يعانقها في الليل، وينصرف عنها في الدخول والخروج بالنّهار.
ويستدل فيها على الذكر والأنثى بالشكل والغلق، فالذي فيه الغلق هو الذكر، والذي فيه العروة هو الأنثى زوجته، لأن القفل الداخل في العروة ذكر، ومجموع الشكل إذا انغلق كالزوجين.
وربما دل على ولدي صاحب الدار، ذكر وأنثى، وعلى الآخرين، والشّريكين في ملك الدار.
وأما الدار المجهولة البناء، والتُربة، والموضع، والأهل، المنفردة عن الدور، ولا سيما إن رأى فيها موتى يعرفهم، فهي دار الآخرة.
فمن رأى في منامه أنه دخلها، فإنه يموت، إن لم يخرج منها. فإن دخلها وخرج منها، فإنه يشرف على الموت، ثم ينجو.
ومن رأى في منامه أنه دخل داراً جديدة كاملة المرافق، وكانت بين الدور في موضع معروف، فإن كان فقيراً، استغنى، وإن كان غنياً، ازداد غني، وإن كان مهموماً، فرج عنه، وإن كان عاصياً، تاب على قدر حسنها، وسعتها، إن كان لا يعرف لها صاحباً.
فإن كان لها صاحب، فهي لصاحبها، وإن كانت مطينة، كان ذلك حلالاً، وإن كانت مجصصة، كان ذلك حراماً.
وسعة الدار سعة دنياه، وسخاؤه، وضيقها ضيق دنياه، وبخله، وجدتها تجديد عمله، وتطيينها دينه، وأما إحكامها، فإحكام تدبيره، ومرمتها سروره.
والدار من حديد طول عمر صاحبها، ودولته، ومن خرج من داره غضبان، فإنه يحبس، لقوله تعالى: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا﴾[ الأنبياء: 87] .
فإن رأى في منامه أنه دخل دار جاره، فإنّه يدخل في سره، وإن كان فاسقاً، فإنه يخونه في امرأته ومعيشته، وبناء الدار للعرب امرأة مرتفعة يتزوجها.
ومن رأى في منامه داراً من بعيد، نال دنيا بعيدة، فإن دخلها، وهي من بناء وطين، ولم تكن منفردة عن البيوت، والدور، فإنه دنيا يصيبها حلالاً.
ومن رأى في منامه خروجه من الأبنية مقهوراً، أو متحولاً، فهو خروجه من دنياه، أو ممّا يملك على قدر ما يدل عليه وجه خروجه.
وحكي أن رجلاً من أهل اليمن أتى معبراً، فقال: رأيت كأني في دار لي عتيقة، فانهدمت علي! فقال: تجد ميراثاً. فلم يلبث أن مات ذو قرابة فورثه ستة آلاف درهم.
ورأى آخر كأنه جالس على سطح دار من قوارير، وقد سقط منه عريان، فقص رؤياه على معبر، فقال: تتزوج امرأة من دار الملك جميلة، ولكنّها تموت عاجلاً، فكان كذلك.
وبيوت الدار نساء صاحبها، والطرز، والرقاق رجال، والشرفات للدار شرف الدنيا ورياسة، وخزانها أمناؤها على ماله من أهل داره، وصحبها وسط دولة دنياه، وسطحها اسمه ورفعته، والدار للإمام العدل ثغر من ثغور المسلمين.
وهدم دار الملك المتعزز نقص في سلطانه، وكونُ الرجل على سطح مجهول نيل رفعة، واستعانة برجل رفيع الذكر، وطلب المعونة منه.
وقالت النصارى من رأى في منامه كأنه يكنس داره، أصابه غم، أو مات فجأة. وقد قيل إن كنس الدار ذهاب الغم، والله أعلم بالصواب.
وقد قيل إنّ هدم الدار موت صاحبها.
تفسير رؤية بناء الدار في المنام لابن سيرين
ويقول ابن سيرين أن من بنى داراً غير داره في مكان معروف، أو مجهول، فانظر إلى حاله، فإن كان مريضاً، أو عنده مريض، فذلك قبره، وإن لم يكن شيء من ذلك، فهي دنيا يفيدها، إن كانت في مكان معروف.
فإن بناها باللبن والطين، كانت حلالاً، وإن كانت بالأجر، والجص، والكلس، كانت حراماً من أجل النار التي توقد على عمله.
وإن كان بناؤه الدار في مكان مجهول، ولم يكن مريضاً، فإن كانت باللبن، فهو عمل صالح يعمله للآخرة، أو قد عمله، وإن كانت بالأجر، فهي أعمال مكروهة، يندم في الآخرة عليها، إلا أن يعود إلى هدمها في المنام، فإنه يتوب منها.
فمن رأى بيته، أو داره مهدومه وهو مريض بالبطن، هلك بها، وإن عاد في المنام إلى بنائها، وإصلاحها، أفاق من علته، إن كان قد كملت له في منامه، وإلا بقي من أيام مرضه مقدار ما بقي عليه من عمله وبقائه، لكن الصحة راجعة إلى اسمه، والدم جار في عروقه.
وربما دلت أضلاعه على دوائه، ولحمه على بضائع وسلع، يحملها فوقها، وجلده على جلابيبها لمن كان ذلك شأنه، فما أصابه في ضلع من أضلاعه من كسر، دله ذلك على موت دابة من دوابه.
ومن رأى في منامه أنه يدخل بيتاً مجصصاً، عمل السوء، وكذلك لو كان ابتناه، وإن كان من طين، فهو صالح، وبالحري أن يتزوج.
ومن دخل بيتاً جديداً ازداد غنی، وتزوج، فالبيت المفرد امرأة.
ومن رأى في منامه الكعبة داره، لم يزل ذا سلطان وصيت في الناس.
البحث بنفس الصلة: